الحب هو أجمل ما في الحياة، ولكنه يحتاج إلى العناية والمحافظة ليستمر ويزدهر.
فكيف نحافظ على الحب في عالم مليء بالتحديات والصعوبات؟
💕 الحوار والاحترام
- تواصلوا بصدق وصراحة: الحوار البناء والصادق هو أساس العلاقة السعيدة، فلا تخفوا مشاعركم وأفكاركم عن بعضكم، ولا تتجنبوا المواضيع الحساسة أو الخلافات التي قد تحدث بينكم. بل تحدثوا عنها بلطف واحترام، وحاولوا الوصول إلى حلول ترضي الطرفين. وتذكروا أن الصمت والتجاهل لا يحلان المشاكل، بل يزيدانها تعقيداً.
- احترموا اختلافاتكم: لا يوجد شخصان متطابقان في كل شيء، فكل شخص له شخصيته وتفضيلاته وآرائه ومعتقداته. فلا تحاولوا تغيير بعضكم ليتناسب مع توقعاتكم، بل تقبلوا بعضكم كما هو، واحترموا اختلافاتكم وتنوعكم. فالاختلاف لا يعني الخلاف، بل يعني التكامل والتنوير.
🥰 العطف والابتكار
- أبدوا الاهتمام والحنان: لا تدعوا روتين الحياة والمسؤوليات ينالان من روح الحب والعطف بينكم، بل حافظوا على إظهار مشاعركم ومودتكم لبعضكم بكلمات وأفعال. قولوا “أحبك” و”أشتاق إليك” و”أنت مهم بالنسبة لي” بانتظام، واحتضنوا بعضكم وقبلوا بعضكم وأمسكوا بيد بعضكم. ولا تنسوا الإطراء والمديح والثناء على ما يقوم به شريككم من أعمال وجهود.
- ابتكروا في علاقتكم: لا تسمحوا للملل والرتابة أن يسيطرا على علاقتكم، بل حاولوا إضافة بعض التجديد والتنويع لحياتكم الزوجية. قوموا بأنشطة مختلفة وممتعة معاً، مثل السفر والرياضة والتسوق والمطالعة والمشاهدة والطبخ وغيرها. واحتفلوا بالمناسبات الخاصة بكم، مثل أعياد الميلاد وذكرى الزواج والنجاحات والإنجازات. ولا تبخلوا على بعضكم بالمفاجآت والهدايا والورود.
👏 الدعم والحماية
- دعموا بعضكم وتعاونوا مع بعضكم: كونوا سنداً ومعيناً لبعضكم في كل الظروف والأحوال، وشاركوا بعضكم الأفراح والأحزان والمشاكل والحلول. ولا تتركوا شريككم يواجه الصعاب وحده، بل كونوا معه وأعطوه الدعم والتشجيع والنصيحة والمساعدة. وكذلك، تقاسموا الأعباء والمسؤوليات المنزلية والأسرية، ولا تتحملوها على عاتق أحدكم وحده.
- احموا علاقتكم من التدخلات الخارجية: لا تسمحوا لأي شخص أو شيء أن يؤثر على علاقتكم أو يزعزع ثقتكم ببعضكم. احتفظوا بخصوصية علاقتكم ولا تنشروا تفاصيلها أو مشاكلها أمام الآخرين. واحذروا من الغيرة والشك والتجسس والتحرش والخيانة وغيرها من الأمور التي تدمر العلاقات.
🌹 الإيمان والطاعة
- اتقوا الله في علاقتكم: أخيراً وليس آخراً، اتقوا الله في علاقتكم واجعلوه الشاهد والحاكم والمرشد بينكم. واحرصوا على طاعته وعبادته والالتزام بشرعه وأحكامه. واستعينوا به في كل أموركم وادعوه أن يبارك لكم في علاقتكم ويحفظها من كل شر ويجعلها سبباً لدخولكم الجنة.
والله أعلم.
الشباب العربي يبحثون عن الحب والرومانسية في عصر الانترنت والتكنولوجيا.
وفقاً لإحصاء أجري في عام 20181، 39% من الشباب بين 16 و 18 عاماً يعيشون في علاقة عاطفية، وهذه النسبة ترتفع إلى 52% بين 19 و 21 عاماً، و 55% بين 22 و 25 عاماً. ويبدو أن الشباب العربي يتبعون هذا الاتجاه العالمي، حيث يبحثون عن الحب والرومانسية في عصر الانترنت والتكنولوجيا.
لكن ماذا يقول الإسلام عن العلاقات العاطفية؟ هل يسمح بها أم يحرمها؟ وكيف يمكن للشباب المسلمين أن يجمعوا بين تقاليدهم ومعاصرتهم؟
الإسلام هو دين الوسطية والرحمة والحكمة، وهو يراعي حاجات الإنسان ومصالحه وظروفه. والإسلام لا ينكر وجود الحب والجاذبية بين الجنسين، بل ينظمها ويوجهها بما يحفظ الكرامة والعفة والأمانة. والإسلام يشجع على الزواج كأفضل وسيلة لإقامة علاقة صحية وسعيدة بين الرجل والمرأة، ولتكوين أسرة مستقرة ومتآلفة.
ولكن هذا لا يعني أن الإسلام يحرم الحب قبل الزواج، بل يحرم الخلوة واللمس والنظر والكلام المحرم بين الرجل والمرأة الأجنبيين. فالحب في الإسلام هو حب نقي وعفيف ومحترم، لا يتجاوز حدود الله ولا ينتهك حرماته. والحب في الإسلام هو حب يسعى إلى الارتباط الشرعي والمبارك، لا إلى المتعة الزائلة والمحرمة.
والشباب المسلمين في عصرنا الحاضر يواجهون تحديات كثيرة في مجال العلاقات العاطفية، فهم معرضون للتأثر بالثقافات الغربية والأفكار الليبرالية التي تروج للحرية الجنسية والعشوائية. وهم أيضاً يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية للتعارف والتواصل مع الجنس الآخر، مما قد يفتح باب الانحراف. وهم في الوقت نفسه يحترمون تقاليدهم وقيمهم ودينهم، ويسعون إلى الحصول على رضا الله ورضا أهلهم.
فما هو الحل الأمثل لهم؟
الحل هو أن يتبعوا الهدى النبوي والسنة الصحيحة في موضوع العلاقات العاطفية، وأن يتقوا الله في أنفسهم وفي أحبابهم، وأن يتحلوا بالصبر والحكمة والعقل. وأن يتذكروا أن الله هو الخير الأعظم، وأنه يحبهم ويريد لهم الخير، وأنه يعلم ما لا يعلمون. وأن يتوكلوا عليه ويستعينوا به في كل أمورهم، وأن يدعوه أن يرزقهم الزوج الصالح والزوجة الصالحة، وأن يجمع بينهم في خير.
وفيما يلي بعض النصائح المفيدة للشباب المسلمين في مجال العلاقات العاطفية:
- اختاروا شريك حياتكم بعناية ودقة، ولا تنظروا إلى المظاهر الخارجية فقط، بل إلى الأخلاق والدين والتوافق والمحبة.
- استشيروا أهلكم وأصدقاءكم ومن تثقون بهم في اختيار شريك حياتكم، ولا تتسرعوا في القرار، ولا تتأثروا بالضغوط الاجتماعية أو العاطفية.
- تواصلوا مع شريك حياتكم بطريقة حلال ومشروعة، مثل الخطبة أو الزواج المبكر أو الزواج العرفي، ولا تطيلوا فترة الانتظار والتعارف، واجعلوا نيتكم خالصة لله وللزواج الشرعي.
- احموا علاقتكم من الشيطان والحسد والعين والسحر، واقرءوا الأدعية ,اجتنبوا الأماكن والمواقف التي تثير الشهوة والفتنة.
- اطلبوا الدعاء من الله ومن الناس، واصبروا على الابتلاءات والمصاعب، وتفائلوا بالخير والبركة، واعلموا أن الله مع الصابرين والمتقين.
والله أعلم.
بعض الاقتباسات العربية عن الحب:
“الحب كالحرب.. سهل البدء وصعب الانتهاء”
– أنطوان دو سانت إكزوبيري
“الحب ليس نظرة واحدة تقابل نظرة.. وإنما نفس تتنفس نفساً”
– جبران خليل جبران
“الحب لا يعني أن تجد شخصاً تعيش معه.. بل أن تجد من يمنعك عن العيش بدونه”
– توماس هاردي
“الحب لا يقاس بعدد اللقاءات.. بل بجودة اللقاءات ومدى التفاهم”
– باولو كويلو
“الحب هو أن تحب من تحب حبيباً.. وأن تجعله في عينيك كأنه الوحيد”
– أحمد شوقي
هذه هي النهاية من المقالة. أتمنى أن تكون قد استمتعت بها واستفدت منها. إذا كان لديك أي تعليقات أو أسئلة، فلا تتردد في مراسلتي. 😊
إقرأ أيضاً : هل الحب الحقيقي يعود دائمًا: لماذا وكيف ومتى؟